إن أحد أقصر التعريفات للذهان وأكثرها إقناعًا هي أن المرء "يحلم بأعين مفتوحة"
كتاب فلسفة الجنون: تجربة التفكير الذهاني
اعتدت الهرب من الواقع لأبحر بعيدا في عوالم من صنع خيالي لا علاقة لها بالواقع إلا أنني كنت دائما ما أميز أنها هناك في الخيال وبعيدة عن الواقع حتى صدمت بأن ذكرى واقعية للغاية ماهي إلا مجرد وهم.
كنت أتذكر تفاصيل دقيقة عن كيف أنني كنت أفضل الذهاب للصلاة في مسجد محدد يبعد عن بيتنا قليلا وفي الطريق أمر بمسجدين وعليّ أن أتخذ طرقا أخرى حتى لا أمر عليهما ويسألني أحدهم لم لا أصلي فيهما.
أتذكر بدقة لون السجاد ودرجات المدخل والتصميم الداخلي البسيط والأنيق واللون الأخضر المسيطر على الأثاث والاضاءة الخافتة.
كنت أتذكر كل التفاصيل ولا أدري ما السبب الذي كان يجذبني إلى هذا المسجد تحديدا لكني أعلم يقينا -هكذا كنت أشعر- أنني أحببت الذهاب إليه وأحسست بالراحة فيه، حتى قررت أن أذهب إليه الآن مرة أخرى.
حاولت أن أتذكر الطريق الذي كنت أسلكه فبدأت تتلاشى الذكرى وبدأت أتيقن أنها كانت مجرد وهم! ذكرى تجاوز عمرها العشر سنوات كانت مجرد وهم.
صدمتي حين علمت ذلك كانت لا توصف، لم أعد قادرة على تحديد الوهم من الحقيقة في كل شيء لفترة.
هل أنا جائعة؟ هل أتوهم الجوع؟
هل أريد النوم؟ هل نلت قسطا جيدا من النوم؟ هل أيقظني الأرق كالعادة؟
هل أستطيع الشعور بشيء أم أن كل حياتي عبارة عن وهم؟
الذهان
كنت لا أعتقد أنني مصابة بالاكتئاب الحاد وأن النوبة القادمة ستكون في بداية الخريف كالعادة، أنا أقضي وقتا طويلا أحاول أن أعمل وأتناول الكثير من الطعام هربا من الواقع حتى حدثت صدمة المعرفة بالحقيقة وأن ذكراي لم تكن غير وهم من صنع حالة الذهان هنا قررت وأثناء انتظاري لتوفر موعد لدى طبيبتي أن أجري اختبار قياس الاكتئاب لتكشف النتيجة أن لدي اكتئاب شديد للغاية.
يفسر الاكتئاب الحاد أحيانا حالات الذهان فهي من ضمن أعراضه ولكن ما كنت أخشاه هو أن أكون مصابة بالخرف!
حتى علمت وتأكدت أن الذهان يختلف عن الخرف وإن كان عرضا له.
ما زلت لا أستطيع تحديد الحقيقة دائما ولكنني أحاول الصمود حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا
وللوصول لليقين قصة ما زالت تنسج ...
تعليقات
إرسال تعليق